تعلم من الدنيا الاختيار الجيد الذى يضعك على قمة من يحاولون اجتياز الصعاب فى حياتهم وتذكر دائما بان الدنيا ليست حقيرة كما يقول البعض ويدعى او انها غير مهمة ولا تستحق العناء والاجتهاد ويستندون الى تصغير الله لها بما لا يساوى عنده جل جلاله جناح بعوضة فلو كان الامر كما يدعى البعض من ناقصى العقول هذا لكان من الاولى ان يخلقنا الله فى ملكوت اخر هو وحده المتصرف فيه بمشيئته المطلقة وليس لنا فيه فعل..ولكن هو خلقنا فى تلك الدنيا وطلب منا عبادته التى لا تقتصر على اداء فرائض الدين وفقط وانما استطردت المشيئة لتشمل فرائض الحياة بما فيها من المحافظة على الصحة وكسب المال والعمل والبحث عن السعادة مرورا بالشقاء والكد والكفاح حتى يستطيع الانسان ان يقدر عظمة الخالق.... فالتقدير فى حد ذاته سعى لكمال العبادة وما ان تنتهى مرحلة من مراحل الحياة وهى الدنيا حتى ياتى دور الموت كناقل لك من المرحلة الاولى الى المرحلة الثانية ...وهى الاخرة ..والتى اختص سبحانه وتعالى نفسه باقامة العدل فيها والفعل المطلق ايضا...الذى يقتضى المجازاة... فكل ما يحدث فى الاخرة هو اقامة العدل وفقط وكل ما يحدث من الجنة والنار والعذاب والنعيم والترغيب والترهيب كلها اشياءا تندرج تحت الكتلة الاساسية والشىء الرئيسى وهو العدل
اما تقليل الله لحجم الدنيا حينما شبهها فى محكم كتابه بجناح البعوضة فهو لسببا واحد واقعى وهى ان هذا هو حجمها الحقيقى عند الله اقل من جناح البعوضة التى نعرفها مما يكمل بذلك الصورة الواضحة للمشيئة الالهية التى تتجلى فى جمال الافعال والكلمات والمشيئة الربانية والاتساع الافقى الملتزم للرب عن الاتساع البشرى الضعيف وبالطبع عظمة الخالق
تعلم من الدنيا ان كل شيئا يبقى ولا يفنى بغض النظر عن الماديات فهذا هو قدرها تولد ثم تكبر وما تلبس ان تعود صغيرة مرة اخرى حتى تتلاشى اما المعنويات فهى باقية دائمة ومركزها الروح وتعلوها المشيئة الاهلية
الصارخ الأسود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق