دع الكل يعبد الله على طريقته فانت لست مسلطا على نوايا
العباد لتعلم ما فيها وما تخفيه
الحق يعرف من التعامل..هذا هو الواقع..والدين روحا لا
يمكن اغفالها بل هو روحا تشكل شخصية الانسان وتهيىء طريقه الاصوب... وانت لن
تستطيع مهما فعلت بقسوتك او خشونة كلامك ان تجرح هؤلاء فتجعلهم ينفرون عن طريقتهم
فى عبادة الله ليقربوا من طريقتك فى عبادة الله...انت لا تعلم ان الناس يعبدون
الله عن طريق علمهم وتختلف طرقهم بسبب اختلاف هذا العلم ...وانظر مثلا ..انت وهم
....حتى لانبتعد ...فتجد نفسك تعبد الله بكتابه وسنته دون تدخل من الغير بينك وبين
الله ولا تقبل بالخرافات او توسيط الاولياء بينك وبين الله ولا تعقد حضرات صوفية
وهذه هى طريقتك لانك تقرا فتتثقف ومن خلال علمك وما نشأت عليه اصبحت تلك طريقتك فى
عبادة الله..هناك اخرون يعبدون الله بالحضرات الصوفية وعشق اهل البيت تقربا وتبركا
اليهم لانهم يرون حبهم لهم وتقربهم الدائم لاهل البيت هو سعيا الى القرب من الله
اذا فاتركهم... هم من اختاروا ذلك وليس لك من الامر الا ان تدعو لمذهب دعوتك
باخلاقك وقيمك وعلمك وحسن معاملتك وعلى هذا يكون الصدق ويكون الاقبال ودائما
الانتصار تاجا يوضع على راس الخلوق العامل بما يرضى الله والمتبسم فى وجه الناس والرفيق
بعلمهم القليل وعلمهم الاقل
ليس لك اى حق ان تزجر من خالفك فى دينك واعتنق دينا اخر
فانت ترى المسيحى كافرا بالله لانه ليس من دينك وهو كذلك يراك كافرا لانك لست من
دينه وكلاكما يرى انه على صواب... والصواب هو حق....والحق يقول ان من واجباته ان
لا تنظر الى غيرك على انه كافر ان لم يكن من دينك بل دعه يعبد الله كما اراد ويعتنق
ما شاء ولا توجد بينك وبينه سوى الود والسلام طالما انه لم يؤذيك او يحيق بك الشر...وودك ا لن
يكلفك الا رفعة من يدك وكلمة من فاك اسمه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....لا
اذكر ان هناك قول ذكر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم انه رمى يهوديا او مسيحيا
بكلمة الكفر بل دائما ما سماهم اما نصارى و اليهود او اهل الذمة او اهل الكتاب حتى
اليهود ومن هم اليهود الذين عادوه لم يسمهم سوى اهل كتاب اما من سماهم كفارا كانوا
اهله قريش الذين ما عبدوا الا الاصنام رم
انه من جلدتهم ....حتى الصابئة ما سماهم الا الصابئة ..ولنتكلم بالحق للحظة ....لن
يقدم او يؤخر القاءك التهم للاخرين بالكفر فالكلمة فى متنها .....لن تفرق ....الا
عند رب العالمين لانه وحده الموكل بمن دخل تحتها وهو ايضا الموكل بمن خرج منها الى
نور الاديان التى شرعها ..
لا تعادى اى دين غير دينك او عقيدة غير عقيدة لأسباب
ثلاث...
1-ان الله امرك بان تقسط وتتعامل باخلاقك وبرحمتك حتى مع
من خالفك فى الدين فلا بد ان تستجيب
2-هؤلاء المخالفين ليس لك الحق فى محاسبتهم او حملهم على
اعتناق دينك فانت لست رب العباد وما لك الحق فيه.... ان تدعو الى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة دون فظاظة من قلبك حتى لا ينفضوا من حولك وتكون بذلك اوحلت الدعوة
بجهلك والعياذ بالله
3-ليس لك الحق ان تعادى من لم يعاديك وليس لك الحق ان
تجافى من لم يجافيك ولا تتخيل ان من خالفك فى دينك وهو يعيش بسلام وهدوء لا يؤذيك
ولا يريد من احدا ايذائه ان لك الحق ان تحقره وتضره لان ذلك طباع المغرورين
والاديان ليس من شيمها الغرور
انت لم تسلط الها على رقاب الناس واعوذ بالله من هذا ولا
تنظر لنفسك على انك سادن للدين
(خاص بالمسلمين)
بما اننا فى عصر خرج فيه كثيرا ممن يسمون انفسهم علماء
الاسلام وبدأوا بزجر اصحاب الديانات الاخرى والتقليل من شأنهم ادعوهم ان يتأملوا
سيرة سلفهم الصالح منذ ابو بكر الصديق وحتى صلاح الدين الايوبى ليعلموا كيف تصرف
الفاروق وبن العاص مع من خالفهم فى الدين وكيف ان مخالفيهم ذكروهم بالخير والتعجب
من شأنهم
ادعو هؤلاء العلماء ان يعودوا فيعلموا لما فرضت الجزية
على مخالفينا فى الدين وانها مقابلا لحمايتهم وتأمينهم لا زجرهم أو تحقيرهم
يعجبنى شخصية الهندوسى غاندى والذى ضرب مثلا فى الاقتضاء
باخلاق الدين ( اقصد دينك)وهو ليس على ملته لقد كان غاندى يتلو فى صلاته الهندوسية ايات من
القران الكريم وترانيم من الانجيل ...احترم الاديان مهما خالفت معتقداته..اتعلم
السبب ؟....لانه طبق قول احد الأئمة دعونا نتعلم ما الذى يجعل الانسان انسانا
قبل ان نتعلم ما الذى يجعل المسلم مسلم
(خاص بالمسيحيين)
لم اتعجب ان ارى القائمون على شئون كنيسة بورك بشمال
فيرجينيا بالولايات المتحدة الامريكية ان يمنحوا احدى قاعاتهم لمسلموا المدينة
يقيموا فيها شعائر الاسلام وعلى راسها صلاة التراويح فى رمضان حتى الانتهاء من
بناء مركزهم الاسلامى
سبحان الله كل اية فى القران صادقة تدلل على على صدقها مواقف الحياة ( لتجدن اقربهم مودة للذين
امنوا الذين قالوا ان نصارى )
هذا هو حالا الانسانية ...ولاارى ان الدنيا قامت ولم
تقعد مثلا او تزمت من البعض او شىء انما الموضوع بسيط وهين
اليكم يا معتنقى الديانات فى كل الارض
دعوا الناس يعبدون الله
كل على طريقتهم فانتم ما سلطوا على نوايا
الناس لتعلموا خفاياها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق