كثيرا ما ترتبط الرومانسية بالمراة رغم انها ليست
الحقيقة.. فالرومانسية لا توجد فى النساء بنفس القدر الذى توجد به فى الرجال
على مر الزمان تخيلنا ان المراة هى ربة الرومانسية
وملكتها وان الرجل جفاء وقوة ولا يعترف بها الا قليلا من الرجال وحينما تتمنى المرأة
زوجا لها تعدد فيه خصالا كثيرة جدا وتطلب من بينها الرومانسية
ايها السادة والسيدات اليكم المفاجأة المستندة الى
الواقع والفسيولوجية الطبيعية للمرأة
المرأة ليست رومانسية بنفس القدر يكون عليه الرجل فالرجل اكثر رومانسية من المرأة ولنثبت
الموضوع بشكل يفهمه الكثيريون نعرف الرومانسية .....بالطبع لن نجد لها تعريفا
محددا خاصة وهى تعريفا للعلاقة بين الرجل والمرأة...لكن اوضعنا لها تعريفا .....وجدناها(
هى السعى نحو الاحاسيس والمشاعر النبيلة والناعمة وهى الواقع الذى يختلط بالخيال
وهى العشق لكل ما يهواه القلب بدفء وحنين وهى الحنان الذى يتملك الروح نحو الشىء
العزيز دائما كما انها العقل الذى يفكر بالمثاليات والحياة بسلام ..... لننظر الى
المرأة فنراها مخلوق من مخلوقات الله تتميز بالجمال وبالانوثة الناعمة وبرقة
الطباع وهذه صفات ولدت بها الانثى من الممكن ان تزودها ومن السهل جدا انقاصها بان
تحيد عن طريق المحافظة عليها والانحدار الى قاع الموضة والكلام القبيح ..المرأة فى
النهاية هى مجموعة مشاعر لانها بفطرتها خلقت من جانب قلب سيدنا ادم فطبيعي جدا ان
تتعامل بالقلب هى خلقت من الجزء العلوى فى الرجل فطبيعيا جدا ان تتعامل بتعالى وبالتكبر
رغم ان من تتعامل بذلك دون الفهم الحقيقى
للمعنى المقصود تهدم انوثتها ..فالتعالى
وكبر المرأة لا بد ان يظهر جليا فى ترفعها عن الحماقات وتكبرها على مفاسد العصور
وادعاءات الحمقى الذين يريدونها ان تنحدر الى قيعان خفية بحجة الحرية الغير مسئولة
وعن هذا سنتكلم فى وقت لاحق
هذا هو تعالى المرأة وتكبرها ليس الغرور كما تفهمه الاغلبية
من النساء
قلنا ان المراة مشاعر وهذه المشاعر وتلك الرقة وما
يتبعها من جمال النفس والجسد كلها مخلوقة مع المرأة لا تنفصل عنها الا باراداتها
..ولذلك فهناك ينظرون الى كل تلك المنح
التى ملكتها المرأة ويتهمونها ظلما بانها الرومانسية....والحقيقة ان المرأة عملية
بشكل كبير جدا بل واكبر من المتخيل فهى فى النهاية لا تفكر الى فى الحياة والواقع مهما نطق لسانها
بكذبات تدعيها دائما مثل الحب والعشق والغرام وما الى ذلك لانها خبىء ورائها هدفا
اخر وهو كيف نحافظ على هذا بدون الواقعية والعملية ...اما الرجل فهو من يعيش هناك
فى الافاق خلف السحاب هو كما قال الدكتور مصطفى محمود يعيش ليحارب بالافكار وينشر
المثاليات والمجردات ويحارب من اجل الفكر واصلاح الواقع ولولا ان المرأة فى حياته
لكان مكانه فى الاعلى هناك....وليس هذا اتهاما للمرأة بانها شر بل العكس .دعونى
فقط اكمل كلامى..انا ما قصده مصطفى محمود
بقوله هذا يرفع من قيمة المرأة ومكانتها
لانه قصد ان المرأة دائما ما تكون مثل كوب الماء الذى ينزل على وجه النائم فيوقظه
مذعورا لان الرجل فى مثالياته وفى افكاره يغوص ويتعمق وينتج ادبا وشعرا وحكما
واشياء مجردة كثيرة وربما لا يهتم ان له اولادا او بيتا او زوجة ومن هنا جاء دور المرأة
لتنزله بخطاف من عالمه المثالى للحظات الى عالم الواقع العملى حيث تحثه على السعى
قدما من اجل كسب لقمة العيش وبناء الحياة المادية
والصعود بالحياة الى مستوى ارقى وان كانت ستحطم انفاسه فى سبيل ذلك ... وبهذا
نحن لا نهين المرأة بل نشجعها على ذلك ...ان المرأة،ان أطمئنت ان الرجل فى حياتها
قد امنها ماديا واكتفت بدأت بعد ذلك تطلب الرومانسية والحنان والعشق والهيام وهنا
تقع الكارثة لانها بذلك تكون قد وقفت فى طريق معاكس للرجل فالرجل فى بداية وجوده
مع المرأة يريدها حوراء الجنة التى لم يراها يريدها رقيقة جميلة واعية مثقفة
ويريدها ذكية لانه فى تلك اللحظة يتشجع برومانسيته ويظن فيها الرومانسية لانه يريد
ان يسد رمق الحنين الى تلك الحوراء التى ترفعه الى سحب السماوات ....ام هى... فى
تلك اللحظة تصر على ان تنزل الرجل من سحب السموات الى قشرة الارض ليعمل ويجتهد ويبنى
المادة... ويتفوق فتفوقه من تفوقها وبالتالى يحصل الصراع وينتصر الاقوى دائما
والاقوى فى تلك اللحظات.... هى المرأة لان الحياة فى بدايتها تحتاج الى البناء
والسعى لا التوقف والاكتفاء بالمثاليات و بالرومانسية وهذه هى شيمة الرجال....وهنا
ينشأ الاختلاف الطبيعى بين اثنان يمشيان فى طريقين مختلفين
( أقرب طريق لقلب رجلك رومانسيته)
اذا فما الحل كى نقضى على هذا الخلاف ....الحل هو ان خير الامور اوسطها....
فلابد ان يتنازل كل منهما عن جزءا من متطلباته فالرجل يكون رومانسيا كما يريد لكن
يجعل هناك قدرا للواقعية والعمل والسعى الدءوب للبناء وليكن هذا القدر كبيرا ...
..والمرأة عليها ان تدفع الرجل الى السعى قدما لبناء الحياة وتحقيق الاحلام
والطموحات كما تريد بشرط ان تخصص جزءا من واقعيتها للرومانسية الحقيقية .فتكون المحبة
العاشقة لتحفز الرجل بما يحبه ان يتقدم وان اصابه الملل والضجر فى مشواره وهم ان يتوقف
ينظر ورءاه فيجد امرأته وقد اصرت على ان تدفعه مهما حدث بطريقة محترفة تستخدم فيها
ابتسامتها ومشاعرها الرقيقة وجمالها الروحى قبل الجسد...
هناك شيئا اخر الرجل بطبعه لا يحب الجلوس فى البيت ويحب
العمل مع خياله الواسع ومثاليته الجارفة لكنه ان جلس فى البيت وترك عمله ترك
الدنيا بما فيها وحلى له الكسل ورءاه فرصة يكمل فيه عالمه المثالى ...وهنا يكون
دور المرأة ان تحفزه دائما ولكن تحفيزا بعشق لا بكره تحفيزا بابتسام لا بضجر لان
ابتسامة المراة معشوقة وتقطيب جبينها ممقوتا من الرجل ومنفرا منها
( اكثر المبدعين رجالا)
يوقل مصطفى محمود ان اكثر المبدعين فى العالم وعلى مر
التاريخ رجالا .ففى الطب والهندسة والفلك واللغات والعلوم بشتى انواعها ابدع فيها
الرجال ..وبالطبع مصطفى محمود محق لان الرجال سبحان من خلقهم هكذا يبدعون فى كل
شىء ...حتى فيما تحترفه النساء فى الحياكة فى التطريز او الطبخ والازياء وما الى
تلك الاعمال التى لا تحتاج قوة عضلية كالعزف والتاليف والفن ..تجد المبدعين رجالا...ومن
ابدع من النساء قليلون....لماذا...لان المرأة كما قلنا عملية لا تبحث عن المثاليات
ولا تصر عليها الا بعد ان تكتفى وتطمئن ....وهذه هى مشكلتها انها تريد دائما ان
تطمئن مع الرجل...وهذه كارثة فى المرأة قللت من ابدعها نتكلم عنها لاحقا