الأربعاء، 7 أغسطس 2013

تلامذة الدكتور ربيع


جروب على الفيس بوك بعنوان الطب صابنى ورب العرش نجانى
دخلت لمجرد حب الاستطلاع لاعرف ماهية الجروب اكتشفت ان الجروب يتهكم على الطب المصرى وتصويره بالصعوبة وعدم القدرة على التمكن من المهنة رايت التعليقات التى كان أغلبها يبدى تهكمات اكثر على صعوبة الكلية وصعوبة المهنة نفسها وتعليقات اخرى كان الموضوع بالنسبة لها عادى خالص
على غلاف الصفحة تجد صورة الدكتور ربيع فى مسلسل الكوميديا  الكبير اوى ...والمعروف عن شخصية الدكتور ربيع انه  طبيب متبدل الامزجة ومهمل ويعالج المواطنين فى المزريطة باهمال والشخصية انتم تعرفوها اكثر منى واذا نظرنا الى التعليقات والى اسم الصفحة نفسها ومقارنة بينها وبين التصوير الاخر الذى  تتبناه السينما المصرية للطبيب نكتشف ان هناك تناقضا غريبا واختلافا على المستوى الذى وصلت له المهنة وحال ممارسيها
فنجد ان السينما المصرية والدراما تصور الطبيب النفسى ايضا على انه اما مجنون او شخصية مضحية من اجل عمله لدرجة انه قد يفضل عمله على حياته وبيته ...كما يصور الطبيب البشرى فى كثير من الاوقات على انه مادى ومبتذل فى مطالبه المادية وايضا ....يصور الطب المصرى على انه لا يفقه شىء او مازال متأخرا حينما نسمع جملة الطبيب فى الدراما او السينما يقول ( المريض لازم يسافر بره)...لو نظرنا الى كلية الطب فى مصر سوف نجدها كليات شديدة التعقيد وموادها صعبة  بدرجة كبيرة كالبوثولوجيا التى يسميها البعض بعبع طب .. وبالرغم من انها كلية قمة كما يدعى المجتمع ويحقر من  شأن الكليات الاخرى وكأن الطب هو الارقى والى مفيش منه اتنين...وبرغم ان موادها صعبة ومش اى حد يدخلها غير ال99% دون تمهيد الا أن السؤال ما زال يطرح نفسه لما اصبح الطب منحدرا فى الدولة الى هذا الحد ؟؟ولما اصبح المرضى اكثرهم بحاجة الى السفر بره ؟؟ولما كان الطب المصرى  يقف فى اغلب مواقفه  عاجزا امام حالات لا يعجز امامها بالخارج
ربما سيهاجمنى البعض مدعيا بان نقص الامكانيات هى التى تقف حائلا بين الطب وممارسة دوره الطبيعى وخاصة ان الدولة اهملته فى العقود الاخيرة
لكن هذا لا يبرر مطلقا ان تظل كلية الطب الى هذا الوقت مكانا لمن يحصل على 99% فقط والى متى سيظل دخولها دون تيستات او دراسة تمهيدية قبل ان يدرس تفصيليا فى الكلية عموما لتأسيس الطالب المحب واشدد على كلمة المحب فقط للكلية والمجتاز للاختبارات العملية  لدخولها لأن هذا هو بحق الطبيب الذى سيدوى اسمه فى انحاء العالم ويكون فخرا لمصر كلها
دعونا نتغاضى عن فكرة كلية القمة وكلية القاع ودعونا ننزل الى مستوى الحقيقة لا الى مستوى التزييف والمظاهر الخادعة.
 جميعنا يعلم علم اليقين ان دخول كلية الطب فرحة للأهالى وللطالب لأن أسمه هيكون فى النهاية دكتور حتى لو لم ينجح  اضف على ذلك عادات المجتمع الخبيثة التى من بينها ربط الاحترام بالطبيب ونفيه عن طلاب الكليات النظرية والعملية التى من بينها كلية العلوم التى انحدر مستواها الى هذا الحد الظالم وهى كلية العلم و العلماء ومختبر المخترعين والمبتكرين فتقدم البشرية يحدث داخل مختبراتها
اصبح المجتمع يعطى لأطباءه شهادة مصطنع بأمتياز وحينما يتخرج من كليته ويصبح طبيبا معترف به ويفتح العيادة ويظل بالسنين يستقبل مرضاه بنفسه الى ان يزداد عدد الزباين وبعدها ولع يااض الفيزيتا ..
طبقا للمبدأ المصرى الشهير
كل ما فيزتك زادت كل ما قيمتك زادت .وكل ما يتقال عليك دكتور شاطر)) ...والحقيقة جميعا يعرفها
حال الطبيب الحكومى ليس أكثر من حال بنى أدم مقهور فهو بالنسبة لنا... مقهور ولا يجد قوت يومه وبالنسبة له يتقاضى الملاليم ولا يجد الفرصة المناسبة فى بلده فيسعى لأكتساب حقوقه بمص دم الناس زى ما والدتى بتقول ...او الى الهروب لدولة اخرى يعيش فيها طبيبا بحق ويتقاضى فيها الألاف ..وهذا بالطبع لأن وطنه أهمله أهمالا شديدا ولذلك يكون مبدأه  ان يمص دم الناس لان هذا حقه حيث ظل اكثر من 20عاما يتعلم وبالطبع ينسى اصحاب الكليات الاخرى فهم فى نظره لم يتعلموا مثله ولم يذاكروا مثله واصبح بموجب حقه الذى سنه لنفسه ان يمص دم الناس... حق غريب
لنذهب الأن الى المستشفيات الحكومية فتجد الناس مرميين على الارض لأنهم لا يملكون المال أو (الوسطة )...تذهب الى العيادات الخاصة فتجد الناس قاعدين على السلالم منتظزرين دورهم عند الدكتور العبقرى ((وياريتنى ما روحت ))الجملة التى يرددها اكثر المرضى بعدما يذهبون لابو فيزيتا غاليه بحجة انه جينياس وهيطبب باحتراف والحقيقة صدمة يعيشها الأغلب
يتغافل أصحاب العيادات الخاصة  عن المظهر الغير ادمى لجلوس المرضى على الارض لبخل الدكتور الى مش عاوز يجيب كرسيين زيادة
ولو حبيت تنتقده زى ما فى حد عمل يكون جوابه....ياسيدى الى عجبه ميجيش...لا لازم ييجوا لان أيدى المريض معلقة بقشة الشفاء عندك ولو كانت وهما..
واذا نظرت الى المستشفيات الخاصة  تجدها راقية دائما لكنك لا تجد فها رحمة بالمريض لانها ليست مستشفى وانما هى دكاكين استثمارية يدخل فيها المريض معززا مكرما طالما ان جيبه عمران ويخرج منها كذلك ...طبيب يمر عليه قبل العملية بابتسامة عريضة ويفضل يتكلم برقة وناقص يديك ورده  وممرضة حلوة ومبتبطلش ضحك وناقص انها تخدك فى حضنها وبالليل كونسولتو دكاترة كامل وحاجة هاى
اما المستشفيات الحكومى فتجد الزجر والنهر من الطبيب الذى يصيح فى الناس ويكشف اى كلام ما هو اهم حاجة زبونه الى فى العيادة ...ده الى هيرفع سعره اكتر والى هيركبه عربية اخر موديل حتى لو كان هيملى عيادته دى ويكربسها ويسيب الناس تتألم بره علشان بالدور يا سيادنا..قال يعنى النظام جاى فى الحتة دى اوى ومتصدر
التنافس الشديد بين الاطباء وبعضهم كل يريد ان يخطف اللقمة من التانى .موقف علمته عن طبيب كان فى منطقة مختص بطب النسا ياتيه زبائنه الكثيرون من البلدة التى لم يكن فيها طبيبا وحينما علم ان هناك طبيبا أخر سيفتح فى تلك البلدة ...بعدها بكام يوم علق يافطة بانه سينقل عيادته الى تلك البلدة وبالمناسبة كان فيه ناس عارفه انه هيعمل كده  ....منطق أغرب
بقى لنا ان نشير أخيرا وليس بأخر الى الغطرسة والتعالى من جانب المجتمع والطبيب نفسه فالطبيب يتعالى بموجب انه دكتور وما ان يصدر المجموع حكمه على طلاب الثانوية العامة هذا  بكلية الطب وهذا كلية تجارة تجد طالب الطب بدأ فى البعد عن طالب التجارة وبدأ فى التعالى عليه حتى لو كانا قد اكلا فى طبق واحد ولو كانا جارين وبدأ طالب الطب ييتقمص شخصية غريبة اقرب الى الرزانة المتصنعة وتمثيل الوقار
المجتمع يتعامل مع الطب
على انه وجاهة وليس ممارسة ودورا نبيل حوله الى منظرة ورسمة ...حوله الى مجموع وفقط ...بدون علم ...وبدون ممارسة بل أصبح سبوبة وخلاص...وقال على رأى المثل ..دخلتك طب بالمجموع...تمص دمى وتقول اومال اجوع؟
شكرا وتحياتى لطب المزاريطة ولتلامذة الدكتور ربيع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق